من حكم الابتلاءات التي يبتلي الله بها العبد المؤمن، خلق الله عز وجل الأمم من أجل عبادته حق عبادة، حيث خلق جميع المخلوقات والكائنات الحية والكائنات الغير حية والسموات والأرض، وجعل الإنسان خليفته في هذه البقعة الأرضية، فالأصل عنا بالإنسان أن يكون مخلق في الحياة الدنيا على اختلاف البلاء سواء كان بلاءه في دينه أو في ماله أو في ولده أو في غير ذلك من مواضع الإبتلاء، زين الله عز وجل الأرض بما عليها من حيوانات ونباتات ومعادن وغيرها لهذا الإبتلاء الذي قد يصيب الإنسان، وعلى الإنسان المؤمن الموحد بالله أن يصبر على هذه الإبتلاءات فأمر الله كله خير.
الحكمة من الإبتلاءات
ليس بيننا نبي بل كلنا عبيد لله إحسانًا وابتلاء بأشكال وتوقيتات مختلفة، ولا سبيل إلى النجاة إلا الإبحار من أنهار الأحزان إلى محيط الأمل في النجاة، فحتى بالبحث عن معنى هذا الابتلاء لغويا وعن الحكمة من المعنى إيمانيًا، نجد أن أصلها بلاء هو اسمٌ تجتمع فيه معاني شدّة الأمورِ ومصاعبِ الحياة، فتتعدَّدُ أشكالهُ وصورهُ ما بين مَرَضٍ، أو همٍّ، أو غمٍّ، فتجد في الشروح أن الابتلاء يُنزلِه الله عزَّ وجلَّ بالخلقِ ليختبر به إيمانهم وصبرهم ثم يُكفّرُ به عنهم سيئاتهم.
ما هي فوائد الإبتلاء
الابتلاءات التي تصيب المؤمن فيصبر عليها سبب لتطهيره من السيئات كما قال تعالى: وليمحص الله الذين آمنوا، أي تنقيتهم من الذنوب بالابتلاءات، من فوائد الإبتلاء ما يلي:
- تكفير الذنوب ومحو السيئات .
- رفع الدرجة والمنزلة في الآخرة.
- الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها .
- فتح باب التوبة والذل والانكسار بين يدي الله.
- تقوية صلة العبد بربه.
- تذكر أهل الشقاء والمحرومين والإحساس بالآمهم.
الحكمة من الابتلاءات التي تصيب العبد المؤمن
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “احتج آدم وموسى، فقال موسى يا آدم أنت أبونا خيبتنا وأخرجتنا من الجنة، فقال له آدم أنت موسى اصطفاك الله بكلامه وخط لك بيده أتلومني على أمر قدره الله علي قبل أن يخلقني بأربعين سنة” [صحيح مسلم، 2652]، إذن فقد كان مقدرا على بني آدم قبل أن يخلق الله آدم وحواء أن يخرجا من الجنة ويعيشا في هذه الأرض، وأن يكابد أبناؤهم مشقة الحياة، كما تقول الآية {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.
إلى هنا ننتهي متابعينا الكرام من كتابة فوائد الإبتلاءات التي تصيب العبد المسلم، وما هي الحكمة التي يبتلي الله بها العبد المؤمن، والتعريف الخاص بالابتلاءات.
